السياسة الأسرية الاجتماعية الداعمة للحقوق النهوض بالأسرة كمنظومة للقيم

يتميز السياق الوطني الحالي، بإطلاق مجموعة من الأوراش الكبرى والمهيكلة التي تؤسس لدعامات الدولة الاجتماعية، من أجل تحسين ظروف عيش الأسر المغربية، والتخفيف من وقع التحديات الاقتصادية والديموغرافية والاجتماعية التي تواجهها، وانسجاما مع هذا السياق، واسترشادا بالتوجيهات الملكية السامية للنهوض بالشأن الأسري ببلادنا، أطلقت وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بتعاون مع اليونيسيف، مسلسل إعداد السياسة الأسرية الداعمة للحقوق. وتهدف هذه السياسة الأسرية إلى حماية حقوق الأفراد داخل الأسرة، وتعزيز صلابة الأسر في مواجهة مختلف التحديات، كما أن هذه السياسة موجهة لوضع إطار التقائية كل الأنشطة والبرامج الاجتماعية الهادفة إلى تحقيق الرفاه لكل أعضاء الأسرة في إطار الحماية الاجتماعية. وبالتالي فهي سياسة أسرية داعمة لباقي السياسات القطاعية، و الأوراش الاجتماعية الكبرى، تستهدف في تدخلاتها توفير مناخ داعم يحقق استدامة وفعالية كافة مكونات الحماية الاجتماعية.
واعتمدت الوزارة في مسار إعداد هذه السياسة الأسرية، منهجية تشاركية من خلال تشخيص تصورات وقيم واحتياجات الأسر والساكنة بشكل عام، بهدف توفير بنك من المعطيات والمعلومات حول مختلف هذه الاحتياجات والخدمات، حيث تم إجراء ما يلي:
1- بحث توثيقي لمختلف السياسات والبرامج والمبادرات ذات الصلة بالمجال الأسري
والاجتماعي معززة بتحليل السياق الديمغرافي والاقتصادي وتأثيراته على الأسر؛
2- تحليل التجارب الدولية في مجال السياسات الأسرية والبرامج المتخذة لتعزيز تمكينها
وصمودها؛
3- بحث كمي للسكان المغاربة في 5 مناطق (الدار البيضاء الكبرى – سطات، جهة فاس
مكناس، جهة سوس ماسة وجهة بني ملال/خنيفرة، طنجة، تطوان وجهة الحسيمة). وقد تم اختيار هذه الجهات حسب التنوع التي يميز بعض هذه المناطق عن بعضها، وكذا تنوعالأسر.
يهدف هذا البحث إلى تحديد وتحليل تمثلات و حاجيات الساكنة حول القضايا الأساسية التي تهم الأسرة، و تتكون عينة البحث من 1500 شخص/ السكن قروي، حضري، نوعية السكن، رب الأسرة، السن و الجنس. شكلت نتائج هذا البحث أرضية أساسية لتحديد التوجهات الكبرى للسياسة الأسرية، وأرضية للتشاور مع القطاعات الحكومية المعنية، وكذا المتدخلين الاستراتيجيين في المجال.
4- بحث كيفي: مكنت المقابلات الفردية والمجموعات البؤرية، من تعميق البحث حول تمثلات
واحتياجات الأسر، من خلال إجراء الاستمارة مع مختلف أنواع الأسر في مختلف جهات البحث، بهدف فهم الاحتياجات الخاصة لكل نوع من الأسر.