قالت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، السيدة جميلة المصلي، إن التدابير الاحترازية التي قامت بها بلادنا لمواجهة جائحة “كورونا” مكنت من تحقيق نتائج مهمة جعلت المغرب في مصاف الدول التي واجهت الجائحة بفعالية ونجاح، سواء من حيث المقاربات الشمولية والفعالة تحت قيادة جلالة الملك أو على المستوى الاقتصادي والاجتماعي أو على مستوى الصحي.
وشددت السيدة الوزيرة خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، ليوم الاثنين 17 ماي 2021، على أن أزمة “كوفيد 19” أكدت على أصالة قيم التضامن لدى الشعب المغربي سواء في تدبير التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية على الفئات الهشة أو في صمود الأسر المغربية أمام الضغوطات الاستثنائية التي أفرزتها الأزمة، حيث كشفت معطيات البحث الوطني للمندوبية السامية للتخطيط أن 82 في المائة من الأسر لم تتأثر العلاقات داخلها بسبب الجائحة في مقابل 18 في المائة التي عبرت عن شعورها بتدهور العلاقات داخل الأسرة.
#كما أكدت الجائحة أيضا، -تضيف السيدة المصلي-، على أهمية المؤسسات الاجتماعية بما فيها مؤسسة الأسرة في مواجهات الأزمة، الأمر الذي يتطلب تقوية هذه المؤسسة وباقي المؤسسات، مبرزة أن وزارة التضامن مباشرة بعد إعلان حالة الطوارئ قامت بتكييف برامجها ومورادها البشرية مع المؤسسات العمومية التي تحت وصايتها لتنسجم مع السياق الجديد الذي هو سياق أزمة “كوفيد” وتداعياته.
وإلى ذلك، أفادت السيدة المصلي، أنه تم القيام بمبادرات عديدة لفائدة الفئات الهشة، مشيرة إلى أنه على مستوى حماية الفئات الهشة المتواجدة في مؤسسات الرعاية الاجتماعية والتي تبلغ اليوم 34 ألف بجميع أصنافها، تم تسجيل نجاحات استثنائية.
وأوضحت في هذا السياق، أن أكثر من 40 في المائة من المسنين المتواجدين في مؤسسات الرعاية الاجتماعية في دول متقدمة قضوا بسبب “كوفيد 19″، بينما لم يتجاوز عدد الاصابات، تقول السيدة الوزيرة، في المغرب 0.3 في المائة، في حين لم يتجاوز عدد الوفيات 0.08 في المائة، مؤكدة أن هذه النسب تؤكد نجاح المغرب في مؤسسات الحماية الاجتماعية وحمايتها من الفيروس، وأبرزت أن هذا الانجاز ينضاف إلى الإنجازات السابقة للحكومة في مجال مواجهة الجائحة.
ومن جهة أخرى، أكدت السيدة المصلي، أن الإنجاز الثاني يتعلق بتنظيم أكبر عملية جمع وإيواء الأشخاص في وضعية الشارع باعتبارها الفئة الأكثر عرضة للإصابة بـ”كوفيد”، مُلفتة إلى أنه تم في ظرف استثنائي وضع فضاءات وتجهيزها حيث تمت تهيئة 163 فضاء إضافي خصصت للفئات في وضعية الشارع، إضافة إلى المؤسسات المرخص لها (1270).
وتابعت أن 11 في المائة من هؤلاء هم نساء، مضيفة أن 1566 تم إدماجهم مباشرة في أسرهم بفضل المجهودات الكبيرة التي يبذلها مختلف المتدخلين.
وفي سياق آخر، أبرزت السيدة الوزيرة، استمرار جميع البرامج القائمة على التحسيس بخطورة هذا الوباء في إطار تنزيل خطة عمل وقاية وحماية الأطفال في وضعية هشة، مشيرة إلى أنه في الأسبوع القادم سيتم توزيع عدة النظافة في نسختها الثالثة على الأطفال بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، وسيتسفيد من هذه العملية أكثر 26 ألف طفل.
#وعلى مستوى الأشخاص في وضعية إعاقة، قالت السيدة الوزيرة، إنه تم إطلاق وبث مجموعة من الوصلات التحسيسية الرقمية باستعمال لغة الإشارة، ومواصلة دعم الجمعيات العاملة في مجال تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، حيث يستفيد 13 ألف و591 طفل من هذا البرنامج بمبلغ 165 مليون درهم في سنة 2020.
#كما أشارت إلى مواصلة تنفيذ البرنامج الوطني للتأهيل في مجال إعاقة التوحد، ورقمنة تسليم شهادة الإعاقة، معتبرة أن هذا الأمر يعد إنجازا مهما مكّن من تبسيط وتيسير المساطر الإدارية.
وقالت إن الحكومة التزاما ووفاء بعهودها نظمت المباراة الوطنية الموحدة للأشخاص في وضعية إعاقة رغم الظروف المالية الصعبة، مضيفة أن الوزارة وضعت رهن إشارة هذه الفئة 30 مركز لتنظيم هذه المباراة ما مكن من استفادة 400 شخص برسم 2020-2021. وأضافت أنه في السنوات الثلاثة الأخيرة تمكن 660 شخص في وضعية إعاقة من الولوج إلى الوظيفة العمومية.
وعلى مستوى المشاريع المدرة للدخل، أفادت السيدة الوزيرة، أنه تم توزيع 269 شيكا لإحداث مقاولات صغيرة خلال فترة الحجر الصحي بمبلغ 11 مليون درهم، إضافة إلى تعزيز شبكة مراكز الاستقبال والتوجيه لفائدة الأشخاص من ذوي الإعاقة.